قسما به قصيدة الشاعر اليمني ابوعلي العواضي في أمسية بطل الساحات

أبوعلي العواضي من اليمن أحد شعراء أمسية "بطل الساحات" الشعرية في خرمشهر حلّ ضيفا على برنامج السنوية الاولى لاستشهاد القائد الحاج قاسم سليماني الذي اقامه مركز الفكر والفن الاسلامي (حوزة هنري)، بتنسيق وبرمجة مؤسسة سبهر سورة هنر.

تاريخ الإرسال 2021/1/10

وكانت له القصيدة التالية:

 

قسماٌ به....

قمرانِ عيناهُ منْ الأحزانِ  / ودموعُهُ نهرانِ منْ أوْراسِ

ويداهُ حقلا حنطةٍ/ زيتونةٌ / لبلابلٍ هبطتْ منْ الفرْدوسِ

وجهٌ كما القرآنِ أبيضُ، ناصعُ / قسماتُه قسماتُ هذي الشمسِ

رسمتْ ملامحَهُ وسمرتَهُ ضحىً / كفٌّ لمحبوب السما إدريسِ

الأرضُ بيتُك كنتَ تفتحُها لنا / وتبيتُ خارجها بعزِّ القرسِ

أنذرتَ وجهَكَ للجياعِ عجنْتَهُ / في العيدِ كعكاً للصغارِ البؤس

دمه الذي سفكوا هناك.. هنا جرى / في كلِّ شريانٍ/ نما كالورسِ!

ونظلُّ من شطِّ الغياب نراه / في الأفق البعيد سفينة لا ترسي

ونقولها عند الممات وفي الحياة  / نقولها لليوم ذا للأمس

ما كان فيلقه العظيم بفيلق  / للفرس لا بل فيلقا للقدسِ

قسما بمن حضنَ الحسينَ بدون كفينِ / وقبَّلهُ بلا شفتينِ دون الرأْسِ

بعنادلٍ غنّتْهُ ساعةَ موتِهِ/  بكنائسٍ رسمتْهُ فوقَ الشمسِ

وبربه و بحسبِهِ وبسورةِ الفيلِ التي / وسمتْ مصيرَ عدوِّهِ بالنكْسِ

بنهوضه تمزيقه أكفانه / وبسيفه وبدرعه والترسِ

برماده بخروجنا من تحته / بخروجه لقيامنا من رمسِ

قسماً به بدموعِ خامنئي هوتْ / شهباً على أعدائه بالركسِ

كانتْ تنامُ القدسُ داخلَ كفِّهِ/  حُفِظتْ بِهِ فبحقِّهِ والقدْسِ

وبجسمه المبسوط خارطةً هنا/  سوريةٌ وهنا العراقُ المنْسي

وهنا الحجاز بغير أغلال بدا/  بحرين شامخةً كمثل الرسِّ

يمنُ الصمودِ هنا  ولبنانُ الإبا / بينَ الضلوعِ هنا مكانُ القدْسِ

ما ثَمَّ منْ بلدٍ سوى وله على / الجسد السليمانيِّ بقْعةُ قبْسِ

ضجتْ به الأرضونَ فردٌ قدْ حوى / وجعَ الخلائقِ كلَّها في نفس

سندك عرش الكفر بالكف التي  / قطعت لتقطع كل دابر   رجس

من أنت من أي العصور أتيت / من أي الربى من أي شعب / جنسِ؟!

من أنت كيف لنا بأن نحصيك كي / نحويك كم نحتاج من قاموسِ ؟!

يا أنت حيرت العقول فما درت / أمن الصواعق جئت أم من آسِ ؟!

و دواعش عودوا جحوركمو  / تنادوا بينهم في الصبح  بعد الدمس

لا يحطمنكموا السليماني/ أرجل  / جنده  لا تطلعوا للدهس

منْ منْكما هو قاسمٌ ومهندسٌ / وكأنَّ وجهكما هما منْ نفْسِ؟!

نفسُ اشتعالِ الشيبِ كيفَ لنا إذنْ / تميزكم عنْ بعضِكم بالحسِّ؟!

ورحلْتُما منْ هذه الدنيا بنفسِ / الوقتِ منْ نفسِ المكانِ بهمسِ!

وتوحَّدتْ أوجاعكم فتوحَّدت / أقداركم/ أرواحكم في أُنسِ!

جسداكما اختلطا رماداً واحداً / قد صرتما منْ دونِ شكٍّ لبسِ!