قصيدة تسابيح النصر للشاعرة العراقية هديل الدليمي

هديل الدليمي إحدى شاعرات أمسية "بطل الساحات" الشعرية في خرمشهر حلّت ضيفة على برنامج السنوية الاولى لاستشهاد القائد الحاج قاسم سليماني الذي اقامه مركز الفكر والفن الاسلامي (حوزة هنري)، بتنسيق وبرمجة مؤسسة سبهر سورة هنر

تاريخ الإرسال 1399/10/20

 

 

تسابيحُ النصر

من سالفِ العهدِ كانَ الوجهُ نوراني /  يشعُّ من جوهرِ التقوى سليماني

تحارُ في صِنفهِ الأرقى قرائنهُ /  فيهِ الكمالُ بدا من غيرِ نقصانِ

كيفَ اجتباهُ إلهُ الكونِ ثُمَّ بهِ / أحيى النفوسَ فلمْ يرأفْ بخَوّانِ

سلاحهُ المبدأُ الصوفـيُّ كانَ بهِ / يقاتلُ الذلَّ إنساناً لإنسانِ

يصوغُ من جودةِ الزلفى فصاحتَهُ / فترتقي حكمةُ المعنى للقمانِ

قد كانَ جيشاً غفيراً في تفرّدهِ / يزلزلُ الأرضَ من قُدسٍ لطهرانِ

من أُمّهِ يستمدُّ العزمَ فاطمةٍ / يجابهُ البغيَ لا يحنو لشيطانِ

كمالِكِ الأشترِ النخعيِّ نظرتُهُ / تُزعزعُ العرشَ تحتَ الظالمِ الجاني

منهمْ إليهمْ سليلُ الآلِ نجلُهُمُ / ذريّةٌ بعضها من أرضِ كرمانِ

 ما زالَ في الفاوِ جنرالاً تصافحهُ / يدُ المهندسِ والتأييدُ ربّاني

هو الجمالُ بعينِ اللهِ صولتُهُ / من بصرةِ العزِّ لا يرضى بخذلانِ

مناضلُ الحشدِ في الحدباءِ رميتُهُ / صانَ العراقَ بروحِ الوالدِ الحاني

لاذتْ بهِ الناسُ من شتّى مرابعهم / فكانَ خيرَ مُغيثٍ حيَّ وجدانِ

مثابرٌ في صفوفِ الجيشِ مسكنُهُ / آوى اليتيمَ بعطفٍ فاقَ تِبياني

مكافحٌ من رجالِ الله، نخوتُهُ / عندَ الجهادِ إذا ثارتْ كبركانِ

يهدهدُ الخوفَ في الميدانِ رونقُهُ / يوزّعُ الوعيَ والإيمانَ في آنِ

لا لم يغبْ، صوتهُ في كلِّ ناحيةٍ / يرتّلُ المجدَ آياتٍ بقرآنِ

ما زالَ يسترهبُ الأعداءَ موكبُهُ / إن ماتَ أو عاشَ عندَ البطشِ سيّانِ

ما زالَ في هِمّةِ الأحرارِ موطنهُ / يعاقرُ الثأرَ تَهياماً كظمآنِ

هو الشهيدُ السعيدُ الخالدُ الأبدي / وأوّلٌ ليسَ يرقى شأنَهُ ثاني

جازاهما اللهُ في أعلى منازلهِ / مع النبيّينَ في جنّاتِ رضوانِ

 

هديل الدليمي.. العراق