مقابلة مع الشاعرة السورية هيلانة عطالله

الشهيد سليماني صانع اللحظة التاريخية... رأيت شرفاء وطني سورية ينعون القائدين سليماني والمهندس وهم يكادون لا يصدقون الخبر فذكرني هذا الموقف بشبيه له عند إعلان نبأ رحيل القائد المؤسس حافظ الأسد.

تاريخ الإرسال 2021/1/12

 

 

للتعريف بهيلانة الياس عطالله الشاعرة يجب القول أنها شاعرة سورية مسيحية، مواليد عام 1960 بدمشق. عضو اتحاد الكتاب العرب في سورية  وأمين سر جمعية الشعر سابقا وعضو اتحاد الكتاب الفلسطينيين . لها عدد من الدواوين وسابع دواوينها قيد الطبع : شذرات إصدار خاص 1996/  الصدق في الزمن الصعب 2002/ بكاء الجبال 2007/ رفّة جناح إصدار خاص 2011/ زمن الملح إصدار الهيئة العامة للكتاب في وزارة الثقافة السورية 2019/ ثقب في ذاكرة الحياة إصدار اتحاد الكتاب العرب في سورية 2020 .  من الأعمال التي شاركت بها : ديوان الشباب الصادر عن المؤتمر العام للأحزاب العربية في الأردن 2010 ./ ومشاركة في كتاب توثيقي بعنوان " إيران كما رأيناها " الصادر عن اتحاد الكتاب العرب في سورية بالتعاون مع المستشارية الثقافية الإيرانية 2019 . والعديد من الدراسات النقدية الأدبية المنشورة في الصحف في سورية وخارجها. كما لديها محاولات في ترجمة الشعر الفارسي.

 

و بمناسبة السنوية الاولى لاستشهاد  القائد الحاج قاسم سليماني أقام مركز الفكر و الفن الاسلامي (حوزة هنري) أمسية شعرية دولية، وقد أوكل التنسيق و البرمجة لذراعه التنفيذي شركة سپهر سورة هنر  لتقوم باختيار الشعراء و دعوتهم الى مدينة خرمشهر  رمز المقاومة و الصمود، لاحياء أمسية شعرية دولية احتفاء بذكرى استشهاد قائدي المقاومة  الحاج قاسم سليماني و الشهيد ابومهدي المهندس. فكان الحوار التالي مع الشاعرة السورية هيلانة عطالله:

 

 الشعر لا يحضر الا في حضرة اليقين فكيف استشعرتِ و شعرت بالشهيد قاسم سليماني والشهيد ابومهدي المهندس لتكتبي عنهما شعرا؟ ما الذي حرك في سكون الخيال كلمةَ الشعر؟

هيلانة عطالله : الشعر عموما هو مدخلات تتراكم في أعماق الشاعر وتعتمل في خوابي روحه لفترة زمنية قد تطول وقد تقصر ، إلى أن تأتي لحظة التجلي فتنطلق لترى النور على شكل قصيدة ، إلا أن الشاعر قد يتعرض إلى صدمة تهز وجدانه فتنسكب القصيدة كالغيمة الحبلى التي تفيض بالغيث،  وهذا ما حصل معي لحظة سماعي الخبر الجلل باغتيال القائد سليماني ورفاقه،  الحقيقة إني شعرت بالصدمة للوهلة الأولى ثم تابعت الأخبار على مدى اليومين التاليين لهذه الجريمة الرعناء وتأثرت بمشاهد الجماهير التي بكته بحرقة ، حتى رأيت القائد الخامنئي وهو ينعيه وعيناه مغرورقتان بالدموع فاهتز كياني ورأيت الأفكار تتوالد على قصيدتي التي كتبتها بعنوان " دم على فجر المطار "، ومنذ أيام عادت الذكرى تقرع على بوابة روحي فكتبت قصيدتي الثانية بعنوان " ينبت من دمنا الورد " .

 

اذا اردت أن تختصري الشهيد بكلمات لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة وتشبهينه بصفات أو أفراد فما الذي تقولينه؟

هيلانة عطالله : هو صانع اللحظة التاريخية.  هو الصاعد على معراج الأنبياء  . هو العاشق المتصوف.

 

كيف تصفين شعور الانسان  و المواطن السوري أمام الشهيد سليماني و الشهيد ابومهدي المهندس وهل يختلف عن شعور الاديب والشاعر في سوريا حيال الشهيدين؟

هيلانة عطالله :  رأيت شرفاء وطني سورية ينعون القائدين سليماني والمهندس وهم يكادون لا يصدقون الخبر فذكرني هذا الموقف بشبيه له عند إعلان نبأ رحيل القائد المؤسس حافظ الأسد.

لقد جادت قريحة الشعراء والأدباء  بنتاجات جميلة كما ونوعا،  لقد عبروا عن التوجه العام للشرفاء في كل مكان من منطقة الشرق الأوسط وفي كثير من الأوساط العالمية .

 

بأسماء نرجو ذكر أهم الانجازات الادبية في هذا المجال اذ كانت هناك مجموعات شعرية او قصصية تم تجميعها او انطولوجيات ادبية او مجلات خصصت اعداد مما تنشر، او جلسات و اجتماعات شعرية بموضوع استشهاد قائدي المقاومة؟ 

وفي سورية أقام اتحاد الكتاب العرب في سورية بالتعاون مع المستشارية الثقافية الإيرانية في دمشق مهرجان شعري كبير في العام الماضي وتمت طباعة القصائد التي ألقيت فيه ضمن كتاب بعنوان " أقلام وأقدام " ، كما أقامت بعض المراكز الثقافية الأمسيات الشعرية الخاصة بالقائدين حينها..

وحاليا تقام في سورية المهرجانات الخاصة بالذكرى السنوية الأولى لاستشهادهما ففي هذا اليوم أقامت جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية مهرجانا ضخما في دمشق وكان لي شرف المشاركة بقصيدة عن القائدين الشهيدين.

ولابد من التنويه إلى أنني بصفتي مديرة لمنتدى نهج المقاومة الأدبي السوري وبالتعاون مع الاتحاد الدولي لشعراء المقاومة في إيران نقيم المؤتمر الدولي الأول للشعر العربي تحت " شعار نهج الشهيدين " وقد بدأناه منذ شهر لأمسية شعرية في دارة الشاعر العربي الكبير نزار قباني ، كما أقيمت فعاليات أخرى انبثقت عن المؤتمر في دمشق وطرطوس، وأقمنا مسابقة شعرية حول نهج الشهيدين ، وخلال الأيام القليلة القادمة سنقيم معرضا للصور في مركزين ثقافيين في دمشق وبعده سنقيم الحفل الختامي أن شاء الله .

والجدير بالذكر ان الجهات التي شاركتنا أعمال المؤتمر هي عبارة عن ملتقيات أهلية غير حكومية وغير نفعية في كل من سورية وإيران وفلسطين ولبنان والعراق واليمن .

 

هل ستثمر و تزهر الدماء التي أريقت؟ وهل سيفيدنا ما لاقاه الشهيدان أم انها خسارة في خسارة فقط؟

هيلانة عطالله : معظم أمم العالم عانت من الهجمات الاستعمارية وقدمت الشهداء حتى نالت حريتها وكرامتها الإنسانية،  فكيف لا ونحن نشهد أشرس هجمة عرفتها البشرية في العصر الحديث ؟ نحن أمة ترفض الاستسلام وأبطالنا يموتون لتحيا الأمة حياة تليق بأبنائها ، والشهادة في نهجنا ركن أساس لأنها " قيمة القيم وذمة الذمم " .. وسيولد آلاف السليمانيين الذين سيكملون المشوار ويحققون الانتصار.

 

الشاعرة هيلانة عطالله هل تجيد الفارسية وهل اطلعت على الادب الإيراني؟  وأي من الأدباء أو أي حقبة من حقبات الأدب الايراني تفضل؟

الحقيقة إني اتبعت دورة اللغة الفارسية في المستشارية الثقافية الإيرانية بدمشق بعد عودتي من إيران منذ ثلاث سنوات حيث اطلعت على البناء الأدبي الإيراني العريق الضارب الجذور ليس فقط في التراث الإيراني بل الإنساني أيضا والمستمر حتى الآن بمرونة تمكنه من مواكبة الحداثوية المعاصرة ، وقد لفت انتباهي وإعجابي القواسم المشتركة بين الشعر الفارسي والشعر العربي ما دفعني إلى الاطلاع على دواوين حافظ وسعدي ومولانا جلال الدين،  ثم اطلعت على الشعر الفارسي المعاصر في نتاج الشاعرة بروين اعتصامي،  والذي أدهشني حقيقة الشاعر العملاق أبي الشعر الحديث علي اسفندياري نيما يوشيج،  وفيما بعد صار يشدني شعر الدكتور موسى بيدج بنزعته الحداثوية وبميله الإنساني الراقي.

بعد انتهائي من دورية اللغة الفارسية التي استمرت ثلاث سنوات تقريبا وأحرزت فيها المرتبة الثانية وجدت في نفسي الميل إلى ترجمة الشعر الفارسي إلى العربي وبالعكس ، طبعا هي محاولات أطمح إلى تمكينها ، وقد عشقت اللغة الفارسية الفصيحة لما تمتاز به من الغنى والإيقاع الصوتي لحروفها ولقربها كثيرا من اللغة العربية ولكن مازلت أجد صعوبة في المحادثة الفورية .

ختاما لابد من التنويه إلى أهمية الحوار الحضاري بين الشعوب،  وضرورته في التواصل الثقافي والإبداعي بين البلدين الصديقين سورية وإيران..

 

حاورتها الاعلامية صبا يوسف