مقابلة مشتركة مع ضيفي أمسية بطل الساحات الشعرية

بمناسبة السنوية الاولى لاستشهاد القائد المجاهد الحاج قاسم سليماني والحاج جمال جعفر آل ابراهيم المكّنى بابي مهدي المهندس، أقام مركز الفكر و الفن الاسلامي (حوزة هنري) أمسية شعرية دولية، وقد أوكل التنسيق والبرمجة لذراعه التنفيذي "مؤسسة سپهر سورة هنر " لتقوم باختيار الشعراء و دعوتهم الى مدينة خرمشهر رمز المقاومة و الصمود، لاحياء مناسبة دولية احتفاء بذكرى استشهاد قائدي المقاومة بحضور شعراء من ايران، وافغانستان، وباكستان، وسوريا، والعراق، وفلسطين، ولبنان، واليمن .

تاريخ الإرسال 2021/1/13

 

 على هامش "أمسية بطل الساحات" الشعرية التي أقيمت في قاعة مفتوحة بمدينة خرمشهر حسب ما تفرضه البروتوكولات الصحية للوقاية من الوباء التقينا بضيفين من ضيوف المؤتمر الشعري:

معنا "الشاعرة هديل الدليمي" من العراق  التي حلّت ضيفة على أمسية بطل الساحات. هي من مدينة كربلاء المقدسة تنظم الشعر العمودي والتفعيلة ولها محاولات في النبطي أيضا.  تعشق التجوّل في أروقة الأدب متمكنة من فنون الكتابة تؤمن بأن الحرف نهرٌ بلا ضفاف فيه متّسع لكافّة الألوان والإنتماءات وضرورة احتوائها.

وأيضا معنا "الشاعر اليمني ابوعلي العواضي" متخصص في علوم البلاغة، خريج جامعة صنعاء. حاليا يدرس في حوزة قم ويدرّس النحو والصرف والبلاغة فيها. في مجال الشعر حصل على المركز الأول في الشعر وإلقائه في مسابقات عربية و محلية، وشارك في التحكيم في مسابقات شعرية وأدبية.

وكان الحوار التالي:  

الشعر لا يحضر الا في حضرة اليقين فكيف استشعرت و شعرت بالشهيد قاسم سليماني والشهيد ابومهدي المهندس للكتابة عنهما؟ ما الذي حرك في سكون الخيال كلمةَ الشعر؟

هديل الدليمي: يقال "الطيور على أشكالها تقع" وأقول الأرواح على أشكالها تقع، لم يكن ما حدث سهلا، كان حادثلا مهولا أحدث ثلمة في تأريخ الأمة الإسلامية والعربية المقاومة فقد كانا بمثابة والدين روحيين نلتمس بمجرد وجودهما الأمان ولن يمرّ هذا الفقد على قريحة شاعرة متواضعة مثلي مرور الكرام فالمبدأ واحد والقضية واحدة والهدف واحد لا يحيد عن وجهته... فكما نزفت المقل دما على رحيلهم لابدّ للقلم أن ينزف وينزف.

ابوعلي العواضي: لم يكن بالأمر الهين الكتابة عن الشهيدين رحمة الله عليهما، لأن حدود اللغة يضيق مع اتساع أفق وفضاءات هذين الشهيدين اللامتناهية وحضورهم الكثيف في مواقع متعددة وقيامهم بأدوار متنوعة في سبيل نصرة المظلومين والمستضعفين أنى للغة أن تحيط بهما الكثيرون رغم كونهما واحد . هما اللذان كتابا قصيدتهما بالدم والأشلاء واستطاعا فيها أن يتوحدا وأن يرتقيا معا سلم الخلود وأن يوحدا بأشلائهم المتطايرة شعوب الأرض بأسرها. عن ماذا تعبر اللغة وماذا تصف إنها تتضاءل أمام شموخ وبذاخة وتضحيات الهيدين وتبقى ومهما تطاولت بعنقها عاجزة وقاصرة عن وصف جانب من جوانبهما المتعددة.

الشهيدان حتى مع صعودهم إلى السماء قاما باعظم المفارقات التي يعجز عنها الشعر والشعراء على مر التاريخ ليعلمونا لغة الشعر الحقيقية فكما كانت حياتهما زاخرة بالمفارقات كان رحيلهم أيضا فانتصارهم بالشهادة على أعدائهم كان أعظم نصر يحققونها وأرعب طغاة العالم بأسره. هكذا حينما لم يتتبق نصر يحققانه في حياتهما آثرا أن يحققا أعظم نصر برحيلهما نصر حسيني يثبت أن الدم دائما وأبدا ينتصر على السيف وأن التضحية بالروح هي أفضل وسيلة لإيقاظ الشعوب النائمة والأمم.

 

اذا اردتما أن تختصرا الشهيدين بكلمات لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة وتشبيهم بصفات أو أفراد فما الذي يمكن قوله؟

هديل الدليمي: "روحان شفيفتان عُجنتا بزمزم المجد والشجاعة والجبروت والنضال" كيف لا وقد صانا عرض الأمة والمقدسات وردّا عنها كيد التكفيريين بإرادة وعزم.. فرقدت مطمئنة بسلام لسنوات طويلة فقد كانا بمثابة نوّاب خُلّص لإمامنا الغائب "عج".

ابوعلي العواضي: أما أنا أصف الشهيدين بأنهما "الكثيرون رغم توحدهم" و"الكثيفون رغم تخففهم" و"الغرباء رغم كثرة أنصارهم" و"الباقون ما بقي الليل والنهار".

 

كيف تصفين شعور العراقي أمام الشهيد سليماني و شعور الايراني أمام الشهيد ابومهدي المهندس؟حدثينا عن تجربتك عما رأيتيه في وطنك الاول العراق، و وطنك الثاني ايران.

هديل الدليمي: رغما عن كل ما يجري على الساحة السياسية ولكنني أجد أن هذا القربان الذي تم تقديمه على مسلخ العشق والشهادة قد زاد من تلاحم الشعبين العراقي والإيراني فالعراقيون يرون في الشهيد سليماني العضد والسند والفدائي الذي تجاوز كل الحدود والقوميات ليقف إلى جانب اخوته ومن يعتبرهم أهله في العراق وبذل دمه دليلاً على ذلك... وهذه الحالة نراها كذلك في الاخوة الإيرانيين في تفاعلهم مع شهادة الحاج ابو مهدي المهندس وتأثرهم واعتباره الأخ غير الشقيق للشهيد الحاج سليماني.

وما هو شعور اليمني امام الشهيدين؟

ابوعلي العواضي: نحن اليمنيون نؤمن بوحدة المعركة ونرفض تجزئتها ونعد الشهيدين شهيدين لنا نحن كما هم شهدين للأمة الإسلامية وللإنسانية برمتها و على يقين نحن بأن دماء الشهيدين لم تسفك إلا لتجري في عروقنا نحن وفي عروق كل أحرار العالم لتزيدهم كرامة وعزة  وصمودا واستبسالا في مواجهة المستكبرين والمتجبرين.

 

هل ستثمر و تزهر الدماء التي أريقت؟ هل سيفيدنا ما لاقاه الشهيدان أم انها خسارة وفقد فقط؟

هديل الدليمي: إذا كنّا نؤمن بأن دم الحسين عليه السلام قد أثمر في اسقاط حكومة الظلم الاموية فنحن على يقين بأن هذه الدماء لن تذهب سدى وستكون الطوفان الذي سوف يطيح بدولة الطغيان والاستكبار. ولنا في القرآن الكريم خير دليل على الربح الكبير: (هل تربّصون بنا إلا إحدى الحسنيين...) فنحن في كلا الحالتين نكون من الرابحين سواء انتصرنا أو استُشهدنا ولنا في أئمتنا خير اسوة.

أبوعلي العواضي: قد أثمرت و ستثمر وستبقى كذلك مثمرة إلى آخر الزمان ومن المؤكد ان ما أنجزه الشهيدين برحيلهما خلال عام واحد لا يقل أبدا عما كانا سينجزانه في حال حياتهم ولا شك لدي بأنهما كانا يدركان حقيقة هذا الأمر و لذا فضلا الرحيل على البقاء فحينما لايجد القائد نصرا يمكنه تحقيقه بالتخطيط أو السلاح أو السياسة و في الوقت المناسب يختار أن يصنع نصرا من نوع آخر نصر تكون فيه الدماء والأشلاء المتطايرة وسيلة لتحقيقه.

إن الدماء الطاهرة التي أريقت دماء حسينية كربلائية ومن الحتمي أن أثرها سيكون له أثر دماء أب الشهداء سلام الله عليه ورفاقه الأطهار  وهذا ما بدا وإلى اللحظة واضحا وجليا حتى بالنسبة لأعداء محور الإسلام والمتآمرين عليه فقد غدا اسم القاسم سليماني والمهندس أبو مهدي مرعبا لهم بعد رحيلهما أكثر مما لوكانا أحياء.

حاورتهما الإعلامية صبا يوسف