دمٌ على فجر المطار للشاعرة السورية هيلانة عطالله

الشاعرة السورية هيلانة عطالله إحدى شاعرات أمسية "بطل الساحات" الشعرية في خرمشهر حلّت ضيفة على برنامج السنوية الاولى لاستشهاد القائد الحاج قاسم سليماني الذي اقامه مركز الفكر والفن الاسلامي (حوزة هنري)، بتنسيق وبرمجة مؤسسة سبهر سورة هنر.

تاريخ الإرسال 2021/1/10

وكانت لها القصيدة التالية:

دمٌ على فجر المطار

فيروســةٌ قد سـيَّروها في الفضا                   جُبنــاً وكـان الغدرُ فيهـم ديدنــا

إنّـا خَبِرْنــاهم بسـاحاتِ الوغـى                      رُجُفاً ومِنْ وهْنِ العناكبِ أوْهنـا

هو "قاسـمٌ" عبرَ السـماءَ بمهجةٍ                  ما شـابهَتْ إلا النفيــرَ المُعْـلَـنــا

كاللّازوردِ بكوكـبٍ حطَّتْ بـــه                 رُؤيا الجِنانِ فراحَ ينضحُ بالسّـنا

أحنــى له فجــرُ المطــارِ مهــابةً                 وهو الذي في السّاحِ يوماً ما انحنى

الأرضُ واقفةٌ على جِسْــرِ الدِّمـــا               مذهــولةً قــد ودّعَتْ فيــهِ المُنـى

يــا واحداً لكنْ بمنظــورِ العِــدا                 يبدو جحافلَ حيّرَتْ أهلَ الدُّنـى

أضحى لفرســانِ الشـآمِ كتوءَمٍ           مسُْتلهمينَ من السّـراطِ تعاوُنـا

والشـامُ شـاهـدةٌ علـى أنفالِهـــم                بمعـــاركٍ أعْيَــتْ قناها بالقنــا

إرهــابُهم كم قلَّمـــوا أظفـــارَهُ                  كسروا شكيمةَ مَنْ عتا وتفرعنا

في الشـرقِ دوماً كربلاءُ مُعادةٌ                والزينبيــةُ دمعُها يجري هنـــا

نخْــلُ العراقِ يئنُّ من ظُلّامِــهِ                 ويفورُ في بردى نزيفُ جراحِنا

مــاذا أقـــولُ وغزّةٌ بحصارِهــا               تستافُ موتاً أو تعيشُ على الونى

وتحطُّ في اليمنِ الحزيــنِ بليّــةٌ                 يا بِئْسَ عاراً في البلادِ اسـتوطنا

زنزانــةُ الزمنِ القبيــحِ تناسـلتْ                 وعَوَتْ على جدرانِها ريحُ الخَنا...

وبألفِ مغوارٍ يعودُ "مهندسٌ "             جيلاً فجيلاً في صهيلِ شبابِنا

يا نحنُ يا أحلى الحزانى لم يمُتْ                 تـــاريخُنـــا إلا ليُبعَثَ هـهـنــــا

وَعَدَ الإمامُ بدمعِهِ في خطبــةٍ                  للّهِ كيفَ الدمعُ فسَّــرَ ما عنى !

" هيهاتَ منّــا ذِلّـةٌ " قد قالَهـا               سِـبْطُ النبيِّ أمانةً تحيـا بنـــا

خلْفَ البحارِ لنـا عدوٌّ مـارقٌ              سنذيقُهُ طينَ الهزيمةِ مَوهِنـا

عبثــاً يفتّشُ عن سفينٍ غارقٍ                عند المضائقِ لن يسودَ ببحرِنا

سـنردُّهُ أفعــى تعضُّ بكيْدِهـــا               صخرَ الندامةِ أو تلوذُ بمُنحنى

نمْ يا شـهيدُ ففي غيابِكَ حاضرٌ          ظلُّ الإلــهِ فـتسـتنيرُ ظلالُنــــا

وتطوفُ من حولِ الضريحِ ملائكٌ           إنْ مسَّــتِ الجثمانَ عزَّ على الفنـا

ســنعيدُ للشرقِ البهيِّ شموسَــهُ             لتردِّدَ الشــطــآنُ لحنَ الميجنـــا

ســنظلُّ نبتكرُ الحيــاةَ ففكـرةٌ             مدفونةٌ في العقلِ تُنبِتُ كائنـا

وسنجرحُ الصمتَ المخيِّمَ في الورى        حتى نكبِّــرَ في معـارجِ قدسِـــنـــا

ونمشِّـطُ الجوزاءَ حتى نجتلــي        وجهَ المسـيحِ مبــارِكاً ليقينِنــا

اللـــه أكبرُ يا بلادي فاشـهدي           شيخاً على مهدِ المسـيحِ مُؤذِّناً

أو فاسمعي الذِّكْرَ الحكيمَ مُرتَّــلاً     في المسجدِ الأقصى يلاقي كاهنا

للقدسِ كالصلواتِ وجهٌ طـاهــرٌ     وغداً يفوحُ مع الـسلامِ بُخُورُنـا

فالهيكلُ المزعــومُ ليس بقائـــمٍ          بعروقِ صخرتِهِ تفورُ جذورُنا